نور من القرآن – ١ / السيد هاشم الحيدري / آل عمران ١ و ٢ / التوحيد في سورة آل عمران

التوحيد في سورة آل عمران: قراءة في المعنى العقائدي لصفة “الحي القيوم” ومرتكزات العقيدة في مواجهة الوفد النصراني

تنبيه: المحتوى التالي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي

ملخص

تفتتح سورة آل عمران برسالة توحيدية عميقة تتجلى في الآيتين الأولى والثانية، حيث تُقدَّم صفة “الحي القيوم” كدليل قاطع على استقلالية الذات الإلهية وقدرته الشاملة. يبرز النص أهمية التوحيد كمحور مشترك لجميع الرسالات السماوية، مع ربطه بسياق نزول الآيات في مواجهة وفد نصارى نجران، مما يضفي على السورة بُعدًا حواريًا عقائديًا خاصًا. يظهر من تحليل الحروف المقطعة تحدي القرآن للعرب بلغة مألوفة لا يستطيعون الإتيان بمثلها، مما يعزز بُعد الإعجاز في الخطاب الإلهي.

قائمة الموضوعات

التوحيد في سورة آل عمران:
مقدمة في سياق نزول سورة آل عمران

الحروف المقطعة ودلالاتها العقائدية

صفة “الحي القيوم” وتفسيرها الكلامي

مفهوم التوحيد ومرتكزاته الفلسفية

العلاقة بين التوحيد والرسالات السماوية

الفرق بين الأسباب المادية والإرادة الإلهية

ردّ السورة على وفد نصارى نجران

مفهوم الغنى المطلق والقوامة الذاتية

الحصرية الإلهية في الإحياء والإيجاد

أهمية التمهيد العقائدي في السور المدنية

النص الكامل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العظيم بسم الله الرحمن الرحيم ألف لا ميم الله لا إله إلا هو الحي القيوم بحمد الله انتهينا سابقا من سورة وشرح سورة البقرة. وفي هذه الحلقة والحلقات اللاحقة إن شاء الله بإذن الله سبحانه وتعالى نوفق لشرح وتفسير سورة آل عمران. طبعا نحن في تفسيرنا بحسب تفسير النور لسماعة الشيء قرائتي نبحث هذا الأمر وأيضا نستفيد من بعض التفاسير الأخرى. سورة آل عمران هي من السور المدنية وعدد آياتها مئتين تتميز بانسجام ونسق مميز وواضح. باعتبار أنها نزلت في المدينة وهي مدنية فهي من السورة التي جاءت في فترة انتعاش الإسلام وانتشار الإسلام وعزة الإسلام وكان صوت الإسلام عاليا في ذلك الوقت. وأيضا في المقابل كان الأعداء متربصين الإسلام ويحوكون المؤامرات ضد الإسلام. ورد في تفسير الميزان أن وفدا من مسيحيين نجران قدم إلى المدينة ليسمع من النبي الكريم الأكرم صلى الله عليه وآله. فنزل الثمانون آية ونيف من بداية السورة إلى هذه الثمانين آية تقريبا دفعة واحدة لتشرح لهم معارف الإسلام. كما تتضمن أيضا السورة ذكر وسرد لقصة أحد ووهي القصة يعني حرب معركة احد ودعوة المسلمين إلى الصبر والتحمل والثبات والاستقامة. كما نعلم أيضا أخذ اسم هذه السورة آل عمران من الآيتين 33 و 35. وسوف نأتي إن شاء الله إليها. وطبعا يتضح أن المقصود بآل عمران هي السيدة مريم عمران وعليها السلام ولدها النبي عيسى عليه السلام. وإن كان عمران كما يذكر في تفسير النور هو أيضا اسم لوالد النبي موسى عليه السلام. طبعا في البسملة سابقا تم شرح البسملة وذكر أن البسملة بسم الله الرحمن الرحيم لها منزلة عظيمة وهي تعتبر من الآيات المستقلة كما يذهب أكثر المفسرين. طبعا هناك استحباب كبير ومؤكد عليه أنه يبتدأ الإنسان دائما بالبسملة قبل كل عمل. البسملة ليست فقط في قراءة القرآن وتكرر البسملة في بداية كل سورة في الواقع هو دلالة على عظمة البسملة. أيضا البسملة كما يذكر في التفسير أنها ليست مختصة بالإسلام إنها إنما كانت بهذا اللفظ قبل الإسلام الأنبياء السابقون. وطبعا الإستعانة بالله هي في البسملة أن يستعين الإنسان بالله سبحانه وتعالى ويطلب العون منه بهذه الباء يتدل على ذلك. بالنسبة إلى الألف واللام والميم التي وردت في بداية ست سور في القرآن الكريم هي سورة البقرة وآل عمران والعنكبوت والروم ولقمان وسورة السجدة. كانت الحروف المقطعة أدت التفاسير منها أنها سر من الأسرار. تم ورده في بعض الروايات كما عن الإمام الصادق عليه السلام أن سر ألف لام مين في فاتحة سورة علي عمران هو أن الله المجيد أنا الله المجيد أنا الله المجيد. أو هي الإعلان عن أن القرآن الكريم هو مركب من هذه الحروف التي يستخدمها العرب. ولكن من نفس هذه الحروف لا يستطيع أحد أن يأتي بسورة بآية أو بمثل هذا الكتاب وهو نوع من التحدي في الواقع للناس أن يأتوا بمثل هذا الكتاب. وطبعا كما يذكر أنه مثلا الطين الذي خلق منه الإنسان هذا الطين الإنسان يستطيع أن يصنع منه عواني بعض المسائل ولكن لا يستطيع من نفس هذا الطين أن يصنع الإنسان. و أيضا تحدي إذن هذه الحروف المقطعة التي وردت في بعض السور في الواقع هي بحسب بعض المفسرين هي نوع من التحدي نوع من الطلب من الناس أو ليفهم الناس أن هذه الحروف هي نفسها التي ركب منها القرآن الكريم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم. الآية الثانية من سورة آل عمران. والقيوم تقال للقائم بذاته والمقيم لغيره. نحن في عقيدتنا أن الله سبحانه وتعالى لا يستمد القوة والعزم ووجوده كما يعبر الفلاسفة وجود بالذات واجب الوجود بالذات. ولذلك هو القيوم بمعنى أن كل شيء يتقوم به ويستمد منه وهو قائم بذاته الله سبحانه وتعالى. وهذه هي من الصفات المهمة بالنسبة لله سبحانه وتعالى التي يتصف بها ولا يتصف بها غيره. الله سبحانه وتعالى أيضا له التدبير والسلطة والسلطان على عالم الوجود وفي خلق الأشياء. يعني هو بتدبيره وبسلطته وبسلطانه خلق الأشياء. أما العوامل والأسباب المادية ففي الواقع هي وسائل للظهور إن صح التعبير لكنها ليست مستقلة عن الله سبحانه وتعالى. بتعبير آخر إن سبب وجود هذه الأمور أو هذه الأسباب ليس ذاتيا إنما مستمد من الله سبحانه وتعالى. طبعا كل الخلائق كل البشر لا تملك من ذواتها لا العلم ولا الحياة ولا القدرة ولا مثلا بقية الصفات. لا نمتلك شيء مستقل عن الله سبحانه وتعالى. هو وحده الله الحي الذي حياته كل كائن و حي موصول به بالله سبحانه وتعالى. كما جاء في دعاء الجوشا الكبير يا حي قبل كل حي يا حي بعد كل حي. إذن كل الحياة في الواقع هي لله سبحانه وتعالى. وكل حي مستمد حياته ووجوده وقدرته وعلمه وبقية الصفات الكمالية تستمد من الله سبحانه وتعالى. إذا الله سبحانه وتعالى ليس له شريك في الإحياء والتكوين والوجود والإيجاد. وليس محتاج لأحد لكي يوجد عالم الوجود. حياة كله حياة والرزق طبعا بيده العلم بيده وكل الأمور بيده. طبعا في هذه الآية التوحيد في الواقع هو عنوان كل الكتب السماوية. يعني كل الكتب السماوية التي جاءت عنوانها أساسها هو التوحيد. وهذه حركة الأنبياء حركة الأنبياء التي ابتدأت منذ آدم عليه السلام وإلى الخاتم صلى الله عليه وآله كلها قائمة على التوحيد. وهذه الآية عندما تقول الله لا إله إلا هو هو الأنبياء الأساس هو التوحيد. فإذن هي ليست القضية مرتبطة فقط بالإسلام ودين الإسلام إنما كل الأديان وكل الأنبياء جاءوا للتوحيد وللدعوة إلى التوحيد. والأمر الأخير أن شرط المعبود أن يحوز كل الكمالات الذاتية. والله وحده القائم بذاته وهو الغني المطلق. يعني الحي القيوم في الواقع عنده كل الكمالات الذاتية وهذا شرط المعبودية. يعني نحن عندما نعبد موجود لابد أن يكون هذا الموجود متسم وحائز على كل الكمالات الذاتية. والله وحده هو القائم بذاته وهو الغني المطلق. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

السرد الزمني

⏳ 00:00 – 00:30 : مقدمة حول بدء تفسير سورة آل عمران بعد الانتهاء من سورة البقرة
⏳ 00:30 – 01:10 : السياق المدني للسورة وتاريخ نزولها في زمن قوة الإسلام
⏳ 01:10 – 02:10 : قدوم وفد نصارى نجران ونزول الآيات الأولى كردّ عليهم
⏳ 02:10 – 03:00 : معنى “آل عمران” وتعدد الروايات حول عمران
⏳ 03:00 – 03:45 : منزلة البسملة وكونها آية مستقلة ومكررة في القرآن
⏳ 03:45 – 04:30 : الباء في “بسم الله” ودلالتها على الاستعانة بالله
⏳ 04:30 – 05:30 : تحليل الحروف المقطعة “ألم” وتفسيرها من روايات الأئمة
⏳ 05:30 – 06:30 : مفهوم التحدي القرآني في الإتيان بمثل هذا الكتاب
⏳ 06:30 – 07:30 : شرح “الله لا إله إلا هو الحي القيوم” عقائديًا
⏳ 07:30 – 08:15 : التوحيد كمحور كل الرسالات السماوية وليس خاصًا بالإسلام
⏳ 08:15 – 09:30 : شرح معنى “القيوم” من وجهة نظر فلسفية وكلامية
⏳ 09:30 – 10:34 : الربط بين الكمالات الذاتية وشرط المعبودية الحصرية لله

الآيات المذكورة

الم (ألف لام ميم)
— سورة آل عمران، الآية 1
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
— سورة آل عمران، الآية 2

الأحاديث المذكورة

عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير “ألم” في فاتحة سورة آل عمران:
«أنا الله المجيد، أنا الله المجيد، أنا الله المجيد».
📚 المصدر: تفسير نور الثقلين، الحويزي

روابط ذات صلة

كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/16
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/8
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/7
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر - 21 / تضحية الإمام حسين (ع)
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر - 20 / معركة كربلاء