نور من القرآن – ٢٩ / السيد هاشم الحيدري / آل عمران ٣٧ / الرزق بغير حساب

الرزق بغير حساب في قصة مريم عليها السلام
كيف يكفل الله من أخلص له؟
من الإنبات المعنوي إلى الكفالة الإلهية
قراءة تدبرية في الآية ٣٧ من آل عمران
عن التقبل، الكمال، والرزق الذي يذهل حتى الأنبياء

تنبيه: المحتوى التالي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي

ملخص

تُسلّط الآية ٣٧ من سورة آل عمران الضوء على لحظة فارقة في حياة السيدة مريم، حين يتقبلها الله “بقبول حسن” ويكفلها نبيّ من أولي العزم. هذه اللحظة تفتح نافذة لفهم أعمق لمفهوم “الرزق بغير حساب” وتكشف العلاقة بين الطهارة الذاتية، الإعداد الإلهي، والرعاية الربانية. كما تبرز الآية الفرق بين تقبل العمل وتقبل النفس، وتُبرز دور الكفالة في بناء الشخصيات الربانية.

قائمة الموضوعات

الرزق بغير حساب:
تقبل الله لمريم: العمل أم النفس؟

مفهوم الإنبات الروحي في القرآن

الفرق بين المخلص والمُخلَص

كفالة زكريا لمريم: المعنى والمغزى

الطعام من الجنة أم من الصالحين؟

أهمية البيئة الطاهرة في تربية الأبناء

الربوبية وتجلياتها في التقبل والرزق

الربط بين قصة مريم والزهراء عليها السلام

تفسير “الرزق بغير حساب”

الدروس الأخلاقية والتربوية من القصة

النص الكامل

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العظيم بسم الله الرحمن الرحيم فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنا لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب الآية 37 من سورة آل عمران بلا شك الإنسان الذي يتبع الأوامر الإلهية ويسير في طريق الله سبحانه وتعالى فإن الله سيكفيه رزقه في هذه الدنيا أم مريم عليها السلام نذرت ابنتها مريم لله تعالى وهذا الأمر ذكر في هذه الآية أو في الآية السابقة التي تحدثنا عنها وهذه الآية تتحدث عن القبول فتقبلها ربها بقبولها لأنها هي قبول حسن طبعا إن شاء الله نأتي لاحقا في بعض الآيات أنه هناك فرق بين تقبل العمل وبين تقبل الشخص تارة الله يتقبل عمل الإنسان تارة الله سبحانه وتعالى يتقبل نفس الإنسان وهذا الفرق بين المخلصين والمخلصين المخلص هو من يخلص العمل ولكن المخلص هو من يستخلصه الله سبحانه وتعالى إليه يعني يستخلص نفس الإنسان حقيقة الإنسان وهذا فرق كبير في المنزلة وفي القرب الإلهي وإن شاء الله نتحدث عن ذلك لاحقا طبعا هذه الآية تواصل سرد قصة مريم عليها السلام وكما ذكر أن أم مريم لم تكن تصدق إمكان قبول الأنثى خادمة في بيت الله باعتبار هي نذرتها لذلك هي كانت تتمنى أن يكون ولد ذكر ولكن جاءت بنت فتاة أو أنثى الله سبحانه وتعالى مع ذلك قبل هذه الأنثى وطهرها واصطفاها طبعا استعمال الإنبات في هذه الآية وأنبتها إشارة إلى أن تكامل مريم أخلاقيا وروحيا يعني حالة التكامل المعنوي الروحي الباطني كما أنه عمل الله سبحانه وتعالى هو الإنبات والإنماء الإنسان في الواقع عنده استعدادات كثيرة يمكن أن يتسامى ويترقى من خلال هذه الاستعدادات بشرط أن يستفيد ويستثمر الإنسان هذه الاستعدادات طبعا يرزق من يشاء بغير حساب في نهاية الآية بمعنى أن الله سبحانه وتعالى حسابه مفتوح رزقه مفتوح ليس معنى أنه بغير حساب أنه الله مثلا والعياذ بالله غير مسيطر على الرزق لا الله سبحانه وتعالى رزقه غير محدود وبالتالي هو يعلم من يرزق كيف يرزق كم يرزق لكل إنسان طبعا تضافرت أوامل الكمال والطهارة بالنسبة إلى مريم عليه السلام وكان في الواقع المسجد هو المكان الذي تربت وترعرعت فيه مريم عليه السلام والنبي زكريا هو الكافل لها كان هو الكفيل والكافل لها والملتزم ولذلك يقال في اللغة أن الكفالة هو ضم شيء إلى آخر لذلك يطلق على من يلتزم رعاية شؤون أحد مثل من الأطفال أنه كافل أو كفيل هذا تستأل كفالة مثلا في هذه الآية يقول القرآن اختار الله زكريا كي يتكفل مريم القرآن هكذا يقول وكفلها زكريا يعني الله اختار زكريا لكفالة ورعاية السيدة مريم عليه السلام ولأن أباها عمران توفي قبل ولادتها في الواقع فجاءت بها أمها إلى بيت المقدس وهناك كان العلماء مجتمعون وقالت أن هذه بنت وهي هدية لبيت المقدس فليتكفلها ويرعاها ويتعهد بها أحدكم فكثر الكلام أنه من يكفل هذه البنت إن شاء الله نأتي إلى الطريقة التي تستخدموها لكفالة هذه البنت طبعا من المعلوم أن جملة من العوامل تترك تأثيرها في تربية الأبناء منها الحظم الطاهر للأم يعني طهارة الأم طهارة المولد منها حتى الجسم الصحيح الجسم السليم أيضا قد يؤثر في هذا الأمر منها أتفاقم والتربية الإعداد والتربية الإلهية وهذا يتم من خلال الالتزام بالشريعة من خلال الدعاء من خلال التوسل التوفيقات الإلهية منها وهذا أمر مهم هو الطعام الحلال الطيب ولذلك على الأب وعلى الأم أن يوفر حلالا أو طعاما حلالا طيبا لأبنائهما هناك رواية لطيفة روية عن النبي صلى الله عليه وآله أنه جاع في زمن قحط فأهدته فاطمة رغيفين وبضعة لحم آثرته بها فرجع إليها وقال الراوي فكشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزا ولحما فبهتت وعلمت أنها نزلت من عند الله فقال النبي صلى الله عليه وآله أنا لك هذا وقالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب فقال الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل نحن في هذه الآيات أو في هذه القصص ينبغي أن لا نتوقف عند مصداق القصة صحيح المصداق هو مريم عليه السلام لكن من خلال علمنا بأن القرآن الكريم جاري مجرى الليل والنهار والشمس والقمر نستفيد أنه يمكن أن تتكرر هذه القصص بشكل آخر لأولياء الله خصوصا إذا توفرت الظروف والأرضية وبالنسبة للسيدة الزهراء فاطمة الزهراء عليه السلام وهي سيدة نساء العالمين هذا الأمر قد تحقق معها أيضا طبعا إجابة الدعاء من تجليات ربوبية الله سبحانه وتعالى فتقبلها ربها هنا الرب ليس فتقبلها الله قال فتقبلها ربها يعني من الربوبية من تجليات ربوبية الله سبحانه وتعالى من أخلص قلبه لله الله يتقبل منه العمل بل يصل إلى مرحلة كما ذكرنا في بداية الكلام قد يصل إلى مرحلة يتقبل نفس الإنسان يكون من المخلصين الله يستخلصه لنفسه كما بالنسبة إلى مريم عليها السلام طبعا شرط الكفالة هو المتابعة كان زكريا عليه السلام يتابع مع السيدة مريم عليه السلام كلما دخل عليها حالة الاستمرارية قال يا مريم أنى لك هذا هنا زكريا تعجب واستغرب من هذا الأمر رغم أنه من أنبياء الله سبحانه وتعالى قالت ومن عند الله وطبعا هنا حديث أنه هذا الرزق كيف يكون من عند الله هل هو من الجنة أم بشكل أحد الصالحين طبعا أكثر المفسرين يذهبون أن هذا الطعام هو من الجنة والقراءة توضح هذا المطلب إذن هذه الآية تبين بداية كفالة زكريا عليه السلام وقصة السيدة مريم في المحراب والرزق الذي كان يأتيها من الله سبحانه وتعالى إن شاء الله نواصل في الآيات اللاحقة قصة مريم عليه السلام والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السرد الزمني

⏳ 00:00 – 00:30 : تلاوة الآية ٣٧ من آل عمران
⏳ 00:30 – 01:20 : نذر أم مريم والقبول الإلهي
⏳ 01:20 – 02:00 : الفرق بين تقبل العمل وتقبل النفس
⏳ 02:00 – 03:10 : الإنبات الأخلاقي والمعنوي لمريم
⏳ 03:10 – 04:00 : الرزق المفتوح: بغير حساب
⏳ 04:00 – 05:00 : كفالة زكريا: المعنى والسبب
⏳ 05:00 – 06:00 : مريم في المحراب والطعام السماوي
⏳ 06:00 – 06:45 : دور الطهارة والغذاء الحلال في التربية
⏳ 06:45 – 07:30 : حديث النبي مع الزهراء والرغيف المبارك
⏳ 07:30 – 08:10 : القصص القرآني بين الزمان والمثال
⏳ 08:10 – 09:00 : إجابة الدعاء وتجليات الربوبية
⏳ 09:00 – 09:50 : كمال المتابعة في الكفالة النبوية
⏳ 09:50 – 10:43 : ختام الحلقة والدعاء بالاستمرار

الآيات المذكورة

**﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
سورة آل عمران، الآية ٣٧

الأحاديث المذكورة

روى الراوي أن النبي ﷺ جاع في زمن قحط، فآثرته فاطمة برغيفين وبضعة لحم. فلما كشف الطبق وجده مملوءًا خبزًا ولحمًا، فبهت وقال: “يا فاطمة، أنّى لك هذا؟” فقالت: “هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب”. فقال: “الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل”.
📚 الرواية مأخوذة من كتب السيرة والتفسير عند الحديث عن الآية.

روابط ذات صلة

كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/16
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/8
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/7
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر - 21 / تضحية الإمام حسين (ع)
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر - 20 / معركة كربلاء