خواطر في الصدور – ۳ / سماحة الشيخ محمد الزعبي / قيادة المقاومة في لبنان

قيادة المقاومة في لبنان بين الأخلاق والعقل: قراءة وجدانية في شخصية السيد نصر الله
كيف تجاوزت القيادة خطاب التحدي إلى مشروع حضاري مقاوم؟
بين القوة واللين، وبين الدعاء والتخطيط… تولد الهيبة

ملخص

تقدّم هذه الخاطرة من برنامج قراءة شخصية وعاطفية في شخصية السيد حسن نصر الله، بوصفه قائدًا يجمع بين الأخلاق والعقل، بين الإيمان والتكتيك، في مسيرة قيادة المقاومة في لبنان. يطرح المتحدث تجربة وجدانية فيها صدق الموقف، وشهادات غير مباشرة عن حضور السيد في الوعي العام، وفي محطات المواجهة مع إسرائيل. تتجلّى ملامح القيادة في القدرة على احتواء الخصم، والاعتدال، والثقة بالنفس، وهو ما جعل من السيد نصر الله شخصية إسلامية عالمية تتجاوز الانتماءات الحزبية والمذهبية.

قائمة الموضوعات

:قيادة المقاومة في لبنان:
• التعرّف العاطفي على شخصية السيد نصر الله
• المقارنة الإعلامية بين قريش والسرد المعاصر
• دعوة للتفكر الفردي لا الانجرار الجماعي
• قدرة السيد على احتواء الداخل اللبناني
• بين الإيمان والعقل… تنشأ القيادة
• المقاومة من مشروع مستضعفين إلى وعد إلهي
• التوازن في القيادة بين الوعي والسياسة
• فشل العدو في تحقيق التفوق رغم تفوقه العددي

النص الكامل

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم الأولين والآخرين سيدنا محمد وآله الطاهرين وعلى من اتبعه بإحسان من أصحابه وعلى سائر المؤمنين إلى يوم الدين.

الحقيقة أنني أحب أن أعبر عن رؤيتي وهي مقاربة في الحقيقة ليست رؤية شخصية وإن كانت تتضمن حالة وجدانية تجاه السيد قائد المقاومة السيد حسن نصر الله. لذلك لا أخفيكم لم ألتقِ به، قد يكون هناك لقاء في احتفال وهو يخطب مباشرة، لأنه في بعض الاحتفالات كان خاصة بعد حرب تموز، نعم كنت أحضر وكنت أشاهده عن قرب شخصيًا، لكن لم يرزقني الله سبحانه وتعالى أن ألتقي به شخصيًا، أراه كما يراه سائر الناس عبر شاشة التلفاز.

هذا السيد وإن تحامل المتحاملون وإن انطلق كثير من أسر لعصبيات وذهنيات قد صنعت عبر وسائل إعلامية لكن أي واحد أراد أن يقعد بينه وبين نفسه سيقول هذا رجل صادق ولذلك نصره الله.

قريش تقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه مجنون، إنه ساحر، إنه كذا. كان الناس يتدافعون يعني يسيرون مع القطيع مع صوت السادة الزعماء لهم صوت يحرك الجماهير مع حركة إعلام قريش صار حتى الأوادم حتى الناس الطيبين لماذا دخلهم في هذه المعركة يقولوا مسكين محمد صاروا مجنون. فقال لهم القرآن الكريم: “قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة”. لو قام كل مسلم وكل عربي ليتفكر بينه وبين نفسه لوحده وليقل هل هذا السيد متآمر على الأمة؟ هل هذا السيد متآمر على الإسلام؟. يعني وصل الحال بالبعض للأسف يعني من شدة السحر، السحر فعلاً يقلب الحقائق، الإعلام ساحر. وصل البعض من شدة سحر الإعلام أن يقتنع أن هناك لعبة بين إسرائيل وحزب الله، شيء يعني لا يصدق. يعني إسرائيل تضحي بنفسها ويحاكم رئيس وزرائها بعد حرب تموز، لا يفعله أحد لأجل الله ربما قل من تجده فيفعله أولمرت لأجل السيد حسن يرضى أن يضحي بنفسه وتضحي إسرائيل بسمعة الميركافا التي كانت فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية، أي حماقة يمكن أن تصور ذلك.

نعم العصبية تفعل كل شيء. دعونا الآن نقرأ هذا السيد بلا عصبية. حين تجده في لبنان كيف يتعامل مع من يعرف أنهم فعلاً أزلام لإسرائيل في لبنان يحتويهم. لا يريد أن يسمح لإسرائيل أن تشعل في لبنان حربًا طائفية ولا حربًا مذهبية1. كيف استطاع أن يحتوي كل تلك الحماقات وكل ذلك الغباء وأن يفشل مشروع إسرائيل في أن تصنع في الداخل عبوات ناسفة. تجده وأن ينفجر في وجه المقاومة كم من قضية وكم من مشكلة وكم من داهية استطاع أن يحلها بابتسامة وكلمة بكل ثقة بكل هدوء بكل ثقة بالله سبحانه وتعالى وبكل صدق. كان يتحدث حتى مع أخصامه ويقول لهم يدنا ممدودة.

الآن اليوم فعلاً محور المقاومة في صعوده يخاطبهم وهو يعلم أن محور المقاومة في صعود وأن حليفتهم إسرائيل لن تبقى، لن تبقى. قد تبقى يعني بضع من الوقت لكن حتى في هذه الفترة التي تبقى فيها ما عاد لها تلك القدرة ما عاد لها ذلك التأثير لم تعد صاحبة القرار في المنطقة. اليوم يد المقاومة هي اليد العليا. وفي هذا الوقت الذي يرى فيه سماحة السيد صعود المقاومة وانحسار الغطرسة الأمريكية عن المنطقة وضعف الغطرسة الأمريكية في المنطقة وعجز أمريكا أن تخضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو أن تخضع المقاومة أو أن تخضع حزب الله. في هذا الوقت يقول لهم المقاعد مفتوحة الطاولة مفتوحة لنتحدث لن يصعب عليكم أن تتركوا الخيار الأمريكي. لا تظنوا أن ذلك سيكون مقتلة لكم. دعوا أمريكا تسقط لوحدها لا تتعلق بأذيالها فتسقطوا معها. دعوا إسرائيل المنهكة. لا تظنوا أن هذا التطبيع الذي يتسارع الآن وتتسارع حلقاته دليل قوة إسرائيل لا والله هذا دليل ضعفها. ولو لم تكن بحاجة ولو لم يكن أولئك الصاقطون بحاجة إلى هذا التطبيع ما لجأوا إليه بهذا التهور وبهذا الاندفاع.

ومع ذلك لا أريد أن أنسى حديثي عن سماحة السيد، سماحة السيد الذي استطاع بالأخلاق أن يحل مشاكل السياسة لكن بالأخلاق ليس بعيدًا عن العقل. عقله يحل مشاكل السياسة ويعمل ويحلل ويفهم وصبره يأتيه من عبادته من قربه من الله سبحانه وتعالى. هذا ما نراه أنا قلت لم أجلس معه في جلسة لكن من خلال كلام هذا الرجل من خلال نظراته من خلال صدقه من خلال منطقه من خلال أنه لم يعش يومًا هزيمة نفسية تجاه الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية بل كان يواجهها ندًا لندٍ دون أن يشعر بأنه ضعيف أمامها. كان واثقًا بعقله وبعقل المقاومة وبعقل الجمهورية الإسلامية وواثقًا بإيمانه وبإيمان المقاومة وبإيمان الجمهورية الإسلامية.

نعم الإيمان يفعل فعله ولكن الإيمان بلا عقل لا يكون قادرًا. الله سبحانه وتعالى قال لمن هم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الآن خفف عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا إيكم منكم مائة يغلبوا مائتين مش مائة يغلبوا مليون”. طبعًا القضية ليست قضية أرقام وعدد، القضية قضية قوى متكافئة. لم تمتلك المقاومة طيران لكنها امتلكت قدرة على شل طيران العدو. إذا مش القدرة قضية كم طائر يملكون كم طائر نملك إن ملكنا مئة طائرة وهم يملكون مائتي طائر نغلبهم أم غير ذلك. الأرقام في هذه الآية من باب تعادل القوى. لسنا بحاجة إلى أن نتعادل أن تتعادل قوتنا مع قوة عدونا فالإيمان يعود ولكن الإيمان مع صفر في التخطيط وصفر في التحضير لن يعود شيئًا.

إذن هذه المقاومة التي أعملت عقلها بثقة وإيمان وتوكل واعتماد على الله سبحانه وتعالى استطاعت أن تقول أنا هنا. عهد الظلم إلى انحصار، الاحتلال سيزول، المقاومة ستنتصر، الشعوب ستسترد حقها، المظلومون المستضعفون سينالون حقهم كما قال الله سبحانه وتعالى: “ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين”. إذن هذه المقاومة الله سبحانه وتعالى حين يقول ذلك إنما يقول ذلك بفعل على الأرض هذا هو وعده. وعد بأن يكونوا وارثين، المقاومة ومحور المقاومة هو وعد الله سبحانه و تعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السرد الزمني

⏳ 00:00 – 01:00 : مقدمة وجدانية عن حب المتحدث للسيد
⏳ 01:01 – 02:00 : موقفه من التهم الإعلامية والعصبيات
⏳ 02:01 – 03:00 : تشبيه حاله برسول الله أمام قريش
⏳ 03:01 – 04:00 : دعوة للتفكر بعيدًا عن الإعلام
⏳ 04:01 – 05:00 : الرد على نظرية التواطؤ بين حزب الله وإسرائيل
⏳ 05:01 – 06:00 : تعامل السيد مع أعداء الداخل بحكمة
⏳ 06:01 – 07:00 : صعود المقاومة وتراجع إسرائيل وأمريكا
⏳ 07:01 – 08:00 : دعوة السيد للابتعاد عن أمريكا والتطبيع
⏳ 08:01 – 09:00 : حكمة السيد في السياسة والعبادة
⏳ 09:01 – النهاية : وعد الله بالتمكين والوراثة للمقاومة

الآيات المذكورة

القصص: 5
﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾
الأنفال: 66
﴿الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا …﴾

الأحاديث المذكورة

قال الله تعالى لمن كانوا مع رسول الله: «الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا…»

روابط ذات صلة

كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/6
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/5
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/4
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/3
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/2