خواطر في الصدور – ۷ / سماحة الشيخ محمد الزعبي / الفتنة الطائفية

الفتنة الطائفية ومشروع المقاومة الإسلامية: من الانحدار إلى النهضة الواعية
من قلب تجربة حيّة داخل تجمع العلماء المسلمين في لبنان، تنطلق هذه الحلقة لتفنيد مشاريع الفتنة التي تسعى لتفجير الأمة من داخلها.
يُطرح البديل الوحدوي، لا كشعار بل كتجربة قابلة للتكرار، وينكشف الدور الأمريكي والإعلامي في إدارة معارك المذاهب لمصلحة الاستكبار.

 تنبيه: المحتوى التالي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي

ملخص

تتناول الحلقة تجربة واقعية من داخل “تجمع العلماء المسلمين في لبنان” الذي يضم علماء من السنة والشيعة، وقد نجح في إحباط مشاريع الفتنة الأمريكية رغم الضغط الإعلامي الهائل.
يشير المتحدث إلى كيف تحوّل التنوّع المذهبي من أداة صراع إلى مساحة تعارف، وكيف أن الوحدة الإسلامية ليست خيالًا بل ممارسة.
تحذّر الحلقة من خطورة الإعلام المذهبي الذي يحرك العواطف باسم الدين لخدمة مشاريع الاستعمار.
كما تستعرض دور المقاومة في احتواء الأزمة السورية وتفكيك أدوات العدو، وتدعو إلى وعي استراتيجي يرفض خوض أي معركة قبل إدراك هدف العدو منها.
في الختام، تؤكد الحلقة أن زمن الوعي بدأ، وأن مشروع المقاومة هو مشروع أمة لا مشروع طائفة.

قائمة الموضوعات

تجربة تجمع العلماء المسلمين في لبنان

·  تحويل الخلاف المذهبي من صراع إلى تعارف

·  الإعلام العربي الأمريكي كأداة للفتنة

·  المشروع الإسلامي في إيران كفرصة نهضوية

·  رفض التبعية وبناء نموذج المنافسة في الفكر

·  الثورات غير الواعية وخدمة المشروع الصهيوني

·  إسقاط نموذج مصارع الثيران على السلوك السياسي

·  ضرورة امتلاك الوعي قبل أي معركة

·  الإسلام كدعوة للعدل والوعي لا للعنف الغريزي

النص الكامل

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم الأولين والآخرين سيدنا محمد وآله الطاهرين وعلى من اتبعه بإحسان من أصحابه وعلى سائر المؤمنين إلى يوم الدين.

أيها الأحبة، أحب أن أشرككم في تجربة عشناها في تجمع العلماء المسلمين في لبنان، تجمع العلماء المسلمين في لبنان، تجمع يضم حوالي 240 شيخا نصفهم من السنة ونصفهم من الشيعة. كيف نتعايش معا ونار أمريكا نار الفتنة الأمريكية تستعر؟ كيف تعايشنا معا وإعلام أمريكا العربي، الإعلام الأمريكي العربي الذي يشعل الفتنة، عشرات القنوات العربية كل همها أن تحرد السني ضد الشيعة أو الشيعي ضد السنة؟ كيف استطعنا أن نتعايش معا؟ طبعا هذا نموذج يجب أن يقدم لكل العالم الإسلامي. نجلس معا عائليا، أحيانا نكون عندنا رحلات عائلية، نتحرك معا، نتحاور، نتناقش، نتمازح حتى مذهبيا. هذا الذي تريد أمريكا أن تحوله إلى أداة توتر نحن في تجمعنا نجعله أداة محبة وأداة تودد .

الله سبحانه وتعالى شاء أن يجعل البشر مختلفين كما قال تعالى: “ولذلك خلقهم”. فطبيعة البشر أن يختلفوا من آيات الله أن تختلف عقولنا وأفكارنا وألسنتنا وألواننا هذه آيات من آيات الله سبحانه وتعالى. ولكن آيات الشيطان ومشاريع الشيطان أن نتقاتل وأن نتصارع على هذا الاختلاف. قال تعالى: “يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”. لتعارفوا وليس لتعاركوا. تعارفوا تتعرفوا إلى بعض وتتبادلوا المعارف. يجب أن نأخذ المعرفة أينما وجدناها عند أي شعب. لا تكون العلاقة بين الشعوب البغضاء والضغينة والكره. فكيف بذلك بين مسلمين مؤمنين بالله وبرسوله وبكتابه؟

لماذا تنجح أمريكا؟ لماذا لا ينجح كتاب الله؟ وسينجح كتاب الله ناجح بلا شك، ولكن لماذا نفشل نحن في قراءة كتاب الله عز وجل؟ لماذا تنجح أمريكا في أن نقرأ كتاب أمريكا، كتاب الشيطان، من خلال إذاعات شيطانية ومنابر شيطانية، خطباء جمعية ومع شياطين؟ لماذا ينجحون ولا ننجح؟. نعم الآن بدأنا ننجح بلا شك، وما هذا الحديث الذي نتحدثه معا إلا دليل أننا بدأنا ننجح. لم يعد لتلك المنابر ولتلك الوسائل الإعلامية لم يعد لها ذلك الرصيد من المتابعين أو من المشاهدين، لم يعد لها ذلك الرصيد من التأثير. اليوم بعد كل هذا الصحق الذي عاشته أمتنا بعد كل هذا الانحطاط بعد كل هذا الانحدار، سنة الله أن نبدأ بالصعود. هذا القانون الطبيعي، هذه الطبيعة التي طبعها الله سبحانه وتعالى أنه ينبغي أن نبدأ بالصعود. لقد وصلنا إلى حالة من الانحدار الشديد فالآن لعلنا على باب نهضة عظيمة بإذن الله سبحانه وتعالى .

هذه الوحدة التي ينبغي أن تكون جسرا للتلاقي وللتعارف وحتى لا يحرم بعضنا بعضا مما عنده من تجارب وخبرات. الجمهورية الإسلامية والمشروع مشروع محور المقاومة في المنطقة يملك الكثير من الرصيد الفكري والفلسفي والثقافي والعلمي والتعارف والتعامل والتعاون. فلماذا تقطع الجسور بين المسلمين؟ هذا الرصيد لا يجعله حاكما لك ولا قائدا لك إنما يجعله أخا ناصحا ولا مانع عن تسبقه ولكن استفد من حيث تستطيع أن تستفد. تمتلك الجمهورية الإسلامية قدرات فلسفية وقراءات قرآنية جميلة جدا وإنسانية وعظيمة فلماذا لا نستفيد من ذلك ونبني عليه ولنسبقهم إن استطعنا؟. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ولكن ليس في ذلك فليتخاصم المتخاصمون وليس في ذلك فليحرم أنفسهم المحرومون. محروم من لم يقرأ الثورة الإسلامية، محروم من لم يقرأ فلسفة الثورة الإسلامية وفكر الثورة الإسلامية. محروم من لم ينوي ويعد نفسه ليسبق المفكرين والفلاسفة ولكن استفد منهم أولا ثم سبقهم وهم يحبون أن تسبقهم ليس هناك من مفكر إسلامي إلا وطرح فكره لتتفوق عليه. ولكن أن نبقى نستمع لأبواق الفتنة لأبواق الانحطاط لأبواق الانحدار لأبواق السباب لأبواق السفاهة لأبواق الحماقة لأبواق الغباء، لا والله لن يرضى الله ولن نحدث في واقعنا شيئا، سيبقى واقعنا متخلفا وسنبقى ننتقل من انحدار إلى انحدار.

أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون. انظروا ماذا نفعل لماذا نخطو خطوات ناقصة وخطوات مدمرة؟ لأننا لا ننطلق من فكر ومن ثقافة إنما ننطلق من مصلحة عدونا. ماذا فعل من يصلون في سوريا من سموا بالثورة السورية؟ ماذا فعلوا؟ دعونا الآن نتحاسم دعونا ننظر إلى الوراء ما هي نتيجة فعلكم؟ كنتم تقولون الله أكبر ولحا وصلوات. ما هي نتيجة فعلكم؟ نتيجة فعلكم تدمير وطن من أهم الأوطان الإسلامية، نتيجة فعلكم راحة لإسرائيل. ولكن لم تستطع أن ترتاح إسرائيل لأن المقاومة عرفت كيف تحتوي اللعبة في سوريا وتحتوي محاولة أولت الغطرسة الإسرائيلية لكن خدمنا إسرائيل. ألم يسأل أحدنا نفسه كيف تعالج جرحى من سموا أنفسهم بالثوار الإسلاميين المستشفيات الإسرائيلية؟ 1500 جريح من أصحاب اللحى عولجوا في المستشفيات الإسرائيلية. ما هذا؟ ما الذي يحصل؟ التفتوا الآن إلى الوراء، ما حصل ليس شيئاً “اجتهد فأخطأ” كما بررنا لكل المجرمين عبر التاريخ. هذا التدمير إجرام لا مبرر له. قال عليه وآله السلام: “لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً”. كل مرة ندمر ما عمرنا لماذا؟ لأن عدونا حين يجد مصلحة له يحركنا باتجاهه ونتحرك نحن بغرائز دينية حتى يعرف عدونا كيف يبث لنا الناحية الدينية ويحركنا من عواطفنا الدينية ليأخذنا إلى حيث يريد.

كلعبة مصارع الإيران: الثور يملك قدرة وطاقة وربما هو أقوى من المصارع ولكن أين تفرغ تلك الطاقة وتلك القدرة؟ في خرقة حمراء فارغة لأن الثور يتحرك بهياجه. لو كان عند الثور أدنى مرحلة من الوعي لأزاح قرنه قليلا وقطع خصمه نصفين. كل هذه الثورات التي حصلت كانت ثورات ثيرانية حركها عدونا حيث يريد وضاعت طاقاتنا. حتى من قتل من المتطرفين كان يمكن أن يكونوا طاقات في الأمة ولكن أرادوا أن يكونوا ضحايا الاستعمار وضحايا الاستكبار وأرادوا أن تفرغ طاقة الأمة في خرقة حمراء فارغة بدل أن نقف معا لكي نواجه هذا الاستكبار في منطقتنا. ضيعنا هذا الاستكبار وحاول أن يضيعنا. لا أقول ضيعنا نحن الآن في مرحلة الانتصار رغم كل هذا المكر الخطير رغم أنه أتانا من داخلنا رغم أنه قاتلنا بمن لهم لحى لكنه خسر وخسر. ولكن الآن مرحلة الوعي يجب أن نتحرك نحو الوعي يجب أن نعرف بأنه لا يمكن ولا يجوز أن نستدرج لأي حرب أو لأي معركة قبل أن نمتلك الوعي. ماذا يريد عدونا في منطقتنا؟ ماذا يريد الاستكبار في منطقتنا؟ وماذا يريد الله منا؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السرد الزمني

00:00:00 – 00:01:00 : مقدمة (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين)
00:01:00 – 00:02:00 : تأكيد على أهمية الوحدة بين السنة والشيعة في لبنان.
00:02:00 – 00:03:00 : انتقاد الإعلام الأمريكي والعربي ودوره في إشعال الفتنة الطائفية.
00:03:00 – 00:04:00 : أهمية التعاون بين المسلمين لتجاوز الفتن والاضطرابات السياسية.
00:04:00 – 00:05:00 : تسليط الضوء على آيات القرآن المتعلقة بالاختلاف بين البشر.
00:05:00 – 00:06:00 : الدعوة إلى الوحدة الإسلامية وتعزيز التواصل والتعارف بين المسلمين.
00:06:00 – 00:07:00 : نقد لثورات “الربيع العربي” ونتائجها المدمرة.
00:07:00 – 00:08:00 : التأكيد على أهمية الوعي في مواجهة الحروب والمعارك وتجاوز الدعاية الغربية.
00:08:00 – 00:09:00 : الحديث عن مرحلة الانتصار والوعي الذي بدأنا نحققه رغم جميع التحديات.
00:09:00 – 00:10:00 : الدعوة إلى التحرك نحو الوعي الكامل بمواجهة المخططات الاستعمارية.
00:10:00 – انتهاء : الختام بتوجيه دعوة للوعي وتحقيق العدالة في العالم الإسلامي.

الآيات المذكورة

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ”
اسم السورة: الحجرات
رقم الآية: 13

الأحاديث المذكورة

🔹 حديث نبوي
«لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا»
📚 رواه البخاري – كتاب الديات

روابط ذات صلة

كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/6
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/5
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/4
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/3
كربلاء مفتاح النصر
كربلاء مفتاح النصر 2025/7/2