الماعون في الإسلام ومشروع المقاومة: من فقه الصلاة إلى فلسفة التحرر
هل الماعون مجرد ملعقة وصحن؟ هذه الحلقة تكشف البعد العميق لهذا المفهوم القرآني، حيث يتحول من أداة إعانة إلى عنوان صراع عالمي.
يربط البرنامج بين “منع الماعون” كما في سورة الماعون، وبين مشروع الهيمنة الذي تقوده أمريكا، ويؤكد أن الإسلام الحقيقي لا يقف على الحياد بين الظلم والعدل.
تنبيه: المحتوى التالي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي
ملخص
تتناول الحلقة مفهوم “الماعون” في الخطاب القرآني من منظور جديد، موضّحةً أنه ليس مجرد أداة مادية، بل كل ما فيه إعانة ونفع للأمة.
يربط المتحدث بين الآيات التي تذمّ الساهين عن الصلاة، وبين أولئك الذين يمنعون الماعون اليوم في صورته التكنولوجية والعلمية والفكرية.
يُبرز البرنامج أن الأنظمة التابعة لأمريكا، بما فيها بعض رجال الدين، انخرطت في مشروع “منع الماعون” عن الأمة الإسلامية.
كما يُظهر كيف أن الثورة الإسلامية في إيران كانت فرصة نهضوية شاملة أُفشلت بالطائفية، ويحذر من خسارة هذه الإمكانيات بسبب الصراعات المذهبية.
تنتهي الحلقة بالدعوة إلى تبني مشروع العدل كقضية مركزية، لأن المسلم الحقيقي لا يمكن أن يقف على الحياد في صراع بين عدالة وظلم.
قائمة الموضوعات
· العلاقة بين العبادات والبعد الاجتماعي في الإسلام
· تفسير جديد لمفهوم الماعون ودلالاته الحديثة
· منع الماعون كمشروع أمريكي-عربي مشترك
· دور الأنظمة الدينية في تقييد النهضة الفكرية
· خسارة الأمة السنية لفرصة الاستفادة من الثورة الإسلامية
· قراءة غير طائفية لفكر محمد باقر الصدر والمطهري والخميني
· الإسلام كدعوة للتحرر لا للتشيّع
· فلسفة الجمهورية الإسلامية: تحرير المستضعفين
· العدل كمحور أساسي في الدين
· الوقوف مع العدل لا الحياد أمام الظلم
النص الكامل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم الأولين والآخرين سيدنا محمد وآله الطاهرين وعلى ممن اتبعه بإحسان من أصحابه وعلى سائر المؤمنين إلى يوم الدين.
أيها الأحبة، العبادات في الإسلام ليست غاية وإنما هي وسيلة. طبعًا حين أقول العبادات لا أقصد العبادة بالمعنى الكلي، إنما أقصد الصلاة والصيام والحج. هذه العبادات هي وسيلة وليست غاية. ومعنى أنها وسيلة لا يعني أنه يحسن أو يصح التخلي عنها، غاياتها لا تدرك إلا بهذه الوسائل، ولكن يجب أن نعرف أنها وسائل. حين تحدث الله سبحانه وتعالى عن الصلاة قال: “أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين”. ما دخل هذا بهذا؟ الحقيقة حين نصلي صلاة خاوية لن نفهم هذه الآيات، ولكن حين تكون صلاتنا مرتبطة بالله نعرف أن الصلاة التي لا تصنع إنسانًا يحرص على المساكين وعلى الفقراء ولا يدفع مسكينًا ولا يسخر من مظلوم ويحض إن لم يملك ما يدفع فإنه يحض ويدعو.
يعني لو أن مثلًا واحدنا عنده قضية خاصة شخصية تلاقيه يحاول بكل طريقة، طب هو ما قادر يبحث عن من يقدر ولا يحض على طعام المسكين. “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون”. من هم الذين عن صلاتهم ساهون؟ كثير من الناس حتى للأسف مشايخ لا. هو يقول عن صلاتهم ساهون، يعني هم يصلون ولكنهم لا يعقلون من صلاتهم إلا ما عقل منها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يعقلون صلاتهم الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون”.
ما هو الماعون؟ كل ما فيه عون. كل ما فيه عون يسمى ماعون. مش بس كما فسّر بعض المفسرين الملعقة والصحن والدلو وكذا لا، بل كل ما فيه عون يسمى ماعون. طاقة نووية ماعون. أمريكا تمنع الماعون، تريد أن تحاصر المشروع النووي الإيراني. ومن يناصر أمريكا في ذلك يمنعون الماعون. إذن هؤلاء ويل لهم بصلاتهم. “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون”. هؤلاء ساهون عن صلاتهم.
أمريكا تريد أن تقول للعالم أنا وحدي من ينتج المواعين، تكنولوجيا المعرفة والعلم عندي، كلكم يجب أن تشتروا مني. تريد أن تمنع الماعون عن العالم. وهناك أنظمة عربية تدخل في مشروعها في منع الماعون. وهناك شيوخ وعلماء ورجال دين ارتبطوا بهذه الأنظمة فدخلوا في مشروع أمريكا في منع الماعون. “فويل للمصلين”. ويل لكم أيها المصلون، ويل لكم أيها المؤذنون، أيها الخطباء، أيها المحرضون على الفتن. ويل لكم حين تسهمون في مشروع أمريكا في منع الماعون.
الفكر أيها الأحبة حين يكون ثوريًا وينطلق في جسد الأمة لا يلبث أن ينتشر. الجمهورية الإسلامية حين انطلقت في فكرها وفي ثقافتها وأسست تلك الثورة التي وصلت إلى غايتها أو إلى هدفها، إلى هدفها الأول وليس هدفها. هناك أهداف للمرحلة الثانية، الثالثة، الرابعة. هذه الثورة التي تحقق أهدافها كان يمكن أن تنتقل العدوى إلى العالم الإسلامي ليس لكي تصبح سلطنة تحكم العالم الإسلامي. لكن الفكر والثقافة والوعي والإدارة والمعرفة العلمية والمعرفة التكنولوجية كان يمكن أن تسري في كل جسد الأمة فتتحول إلى نهضة شاملة.
فماذا فعلت أمريكا؟ حاصرت هذه الثورة، لم تحاصرها بالعقوبات، حاصرتها قبل ذلك بالطائفية بالمذهبية. فحرمنا من كل هذا النتاج الفكري والثقافي والفلسفي والعلمي، حرمنا من ذلك. كان يمكن أن تقرأ الشهيد السيد محمد باقر الصدر من دون أن تصبح شيعيًا. كان يمكن أن تقرأ كتب الإمام الخميني من دون أن تصبح شيعيًا. أنا أتحدث عن السني الآن. وكان يمكن أن تقرأ كتب الإمام الخامنئي من دون أن تصبح شيعيًا. كتب الشهيد المطهري كل هذه الكتب فيها نهضة إنسانية حتى غير المسلم يقرأها ويستفيد منها.
لم تخسر الجمهورية الإسلامية بهذا الحصار وبهذا الإعراض صراحة. أقول السني عن الفكر والفلسفة والتوجه الثوري والتكنولوجيا والمعرفة التي قدمتها أو التي أنتجتها الجمهورية الإسلامية ليست هي الخاسر. نحن الخاسرون. كان يمكن لنا أن نستفيد من هذه النهضة وأن نصنع نهضة وربما تصبح حتى الجمهورية الإسلامية ملحقة إن شئتم. لكن لماذا لم تتقدموا؟ ولا مانع عند الجمهورية الإسلامية. الجمهورية الإسلامية ثورة قامت لنهضة العالم الإسلامي، ليس لنهضة الشيعة ولا لنهضة السنة، بل قامت لتحرير كل مستضعف في هذا العالم. لتحرير كل مستضعفي العالم مسلمين وغير مسلمين.
الإمام المهدي عليه السلام في آخر الزمان يملأ الأرض قسطًا وعدلًا. ليس يملأها إيمانًا وإسلامًا، يملأها قسطًا وعدلًا بعد أن ملئ الظلم جورًا. قضيته تحريرها ويحررها. قضيتنا العالمية هي العدل. يؤمن من يؤمن، يكفر من يكفر، ندعو الناس إلى الإسلام ولكن لا نرضى. قضية الصراع عندنا تحقيق العدل في العالم. لذلك نعم حرم العالم السني من هذه النهضة. أمريكا لم تجرم بحق إيران. نعم الشعب الإيراني تحمل وصبر وهو على وشك أن يفك قيوده وأن يكسر حصاره بإذن الله. لكن نحن من حرمنا.
كان يمكن أن نكون أن نستفيد حتى من فكر الغرب. يمكن أن تستفيد حتى من الفلسفة الغربية. يمكن أن تستفيد، فكيف بفلسفة أرقى وأعمق وأنظف وقرآنية؟ لماذا لا نستفيد؟ لن نتشيع. أقسم بالله لن يتشيع أحد إذا قرأ كتاب الشهيد محمد باقر الصدر. وهو لم يكتب من أجل أن يشيعك، إنما كتب من أجل أن ننهض جميعًا. أن يتحرر هذا العالم الإسلامي، أن يتحرر كل العالم المستضعف، أن تسقط الغطرسة والاستكبار. متى سنكون مسلمين حقيقيين؟ المسلم الحقيقي لا يستطيع أن يقف على الحياد في صراع العدل مع الظلم. لا بد أن نكون مع العدل. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السرد الزمني
⏳ 00:00:00 – 00:00:10 : مقدمة حول العبادات كوسائل لا غايات
⏳ 00:00:30 – 00:01:02 : تفسير نقدي لسورة الماعون وربطها بالواقع
⏳ 00:01:02 – 00:02:10 : معنى الماعون كمفهوم شامل يتضمن العلم والتكنولوجيا
⏳ 00:02:10 – 00:03:20 : أمريكا وأنظمة تابعة تشارك في منع الماعون
⏳ 00:03:20 – 00:04:40 : كيف حوصرت الثورة الإسلامية فكريًا وطائفيًا
⏳ 00:04:40 – 00:06:00 : نداء إلى المسلمين السنة للقراءة الحرة غير الطائفية
⏳ 00:06:00 – 00:07:20 : الفكر المقاوم ليس دعوة للتشيع بل للنهضة
⏳ 00:07:20 – 00:08:30 : الجمهورية الإسلامية كحركة لتحرير المستضعفين
⏳ 00:08:30 – 00:09:17 : الإسلام والعدل بدل الحياد في الصراعات الكبرى و الختام بنداء وجداني لمناصرة العدالة ضد الظلم
الآيات المذكورة
· سورة الماعون – الآية 1–7 (مجتزأة بشكل متسلسل)
﴿أرأيت الذي يُكذب بالدين * فذلك الذي يدعّ اليتيم * ولا يحضّ على طعام المسكين * فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراؤون * ويمنعون الماعون﴾
الأحاديث المذكورة
الإمام المهدي (عليه السلام):
“يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت جورًا وظلمًا.”
صحيح مسلم / رقم 2920
الحديث في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب خروج المهدي