نور من القرآن – ٥ / السيد هاشم الحيدري / آل عمران ٧ / الآيات المحكمات والمتشابهات

تستكمل الآية السابعة من سورة آل عمران بيانًا عميقًا حول تمييز القرآن بين المحكم والمتشابه، وتقديم التأويل كمرتبة معرفية لا ينالها إلا الله والراسخون في العلم. من خلال أمثلة قرآنية مثل: “يد الله فوق أيديهم” و”الرحمن على العرش استوى”، يتضح أن الفهم الظاهري لهذه الآيات قد يؤدي إلى التفسير الخاطئ، ما لم يُردّ المتشابه إلى المحكم. تشير الآية إلى أن القلوب الزائغة هي منبع الفتنة، وأن الراسخين في العلم هم أهل التسليم لا التشكيك. كما يُطرح التأويل كأرقى درجات العلم، مع ربط محكم بين علم التأويل ومقام أهل البيت عليهم السلام.

الآيات المحكمات والمتشابهات:
معنى المحكم والمتشابه في القرآن

أمثلة قرآنية على الآيات المتشابهات

الفرق بين التفسير والتأويل

من هم الراسخون في العلم؟

تحريف المعنى والفتنة باسم الدين

مراتب العلم: الفهم، التفسير، التأويل

القلب الزائغ كمنبع للانحراف

الاستعاذة قبل قراءة القرآن كحصانة فكرية

موقف أهل البيت من المتشابهات

الفرق بين التسليم والإشكال في فهم المتشابه

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العظيم بسم الله الرحمن الرحيم هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات لا زال الحديث في الآية السابعة من سورة آل عمران تحدثنا في الحلقة الماضي عن هذه السورة وقرأنا كل الآية والآن نواصل حديث في هذه الآية الآية السابعة من سورة آل عمران ووصلنا إلى السؤال الثالث أو المطلب الثالث أنه هل هناك أمثلة في القرآن الكريم عن الآيات المحكمات والمتشابهات وبالتالي لا بد للإنسان أن يرد أو يرجع الآيات المتشابهات إلى الآيات المحكمات لكي تتضح عنده الحقيقة ويفهم الحق في معنى أو ما يريده القرآن الكريم وابتدأنا أو انتهينا في نهاية الحلقة بمثال الآية الكريمة إلى ربها ناظرة وفي مقابلها الآية المحكمة لا تدركه الأبصار نواصل الحديث في بعض الأمثلة مثال آخر من قبيل يد الله فوق أيديهم كما جاء في سورة الفتح طبعا المراد من خلال آيات أخرى أن المراد من يد الله هو القدرة السلطة السلطان الهيمنة كما نقول مثلا في فلان مثلا أنه له يد طولة مثلا في المؤسسة في الدولة في مكان محدد وإلا فأن الله سبحانه وتعالى ليس له جسم أساسا فضلا عن أن يكون له يد أو رجل وكما يعبر القرآن الكريم في آية مهمة ليس كمثله شيء طبعا هذا الأمر في هذا الامتحان كما ذكرنا في الحلقة السابقة هذا امتحان للناس وبالتالي وقع بعض الناس بعض ربما البسطاء في الأفكار الخاطئة طبعا الإنسان عندما يفكر في أنه يبتعد عن مصدر التفسير وعن الراسخون في العلم كما سوف نشير لاحقا وهم أهل البيت عليه السلام طبيعيا يقع في هذه المطبات ويبدأ بالتدسيم وتفسير هذه الآيات على أن الله له يد ورجل ويشاهد بالعين المجردة وأمثال ذلك ولذلك القرآن الكريم يشير إلى مسألة الاستعاذ قبل البداية قبل أن يبدأ الإنسان بقراءة القرآن التفكر في القرآن أن يستعيذ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم حتى لا يقع الإنسان في هذه الأفكار المنحرفة من الأمور الأخرى أنه ما معنى التأويل تأويل القرآن ما معنى؟ في الجواب يذكرون أنه المراد لعله المراد بالتأويل هو الكشف عن الأهداف والمعارف والأسرار الخفية المستترة وراء الستار يعني شيء ليس ظاهر القضية ليس ظاهر الآية إنما التأويل هو المصادق الخفية أو المعاني الخفية والأسرار والأهداف الخفية طبعا في تفسير النور يأتي بمثال كما في تأويل رؤية النبي يوسف عليه السلام التي اتضحت أسرارها فيما بعد وأمثلة أخرى يأتي بها طبعا نحن نقرأ في الروايات أن الآيات الناسخة في الواقع هي الآيات المحكمات والآيات المنسوخة هي الآيات المتشابهات وأيضا التتسيد الكامل للراسخين في العلم كما ورد في الآية كما في الروايات واعتقادنا هذا هم أهل البيت عليه السلام الأم المعصومين وعلى رأسهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وذرية أمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة الزهراء عليه أفضل الصلاة والسلام أمير المؤمنين عليه السلام يشير في نهج البلاغة يقول في الخطبة 91 وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ هُمُ الَّذِينَ أَغْنَاهُمْ عَنِ اقْتِحَامِ السُّدَدِ الْمَضْرُوبَ دُونَ الْغُيُوبِ الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب في هذه الآية نقفها نقف أيضا عند مجموعة من المطالب كما عادتنا في تفسير النور أولا ليس كل امرأ يفهم جميع آيات القرآن الكريم وأخرى متشابهات البعض لا يفهم طبيعي هذا إلا المعصومين عليه السلام ثانيا القلوب الفاسدة هي منبع الفساد والفتن في قلوبهم زيغ القلب هو المشكلة هو منبع الفتن هو منبع الفساد والانحراف والضلال فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة يؤيدون الفتنة أيهم أصحاب القلوب الزائغة في قلوبهم زيغ انحراف فيها عدم وضوح حجب وأمثال ذلك مطلب الثالث أنه ليست الفتنة فقط هي عصيان عسكري أو سياسي أو مثلا عشائري وأمثال ذلك إنما هناك عصيان في التفسير أيضا كما ابتغاء الفتنة هنا ظاهرا الحديث عن فهم القرآن تحريف فكر القرآن معنى القرآن هدف القرآن الكريم النقطة الرابعة أنه أحيانا يكون الحق والحقيقة يكون الحق والحقيقة في الواقع شماعة كما يعبر للباطل شماعة الباطل ابتغاء الفتنة طيب هؤلاء ابتغاء الفتنة يأتون بالفتنة باسم الدين يعني يأتون بذكر الحقيقة وهذا في التاريخ موجود كثيرا في مسألة التفسير كذلك عندما يتحدث ويأتي مثلا المجسم ويتحدثون أن الله له يد ورجل وكذا وبيأتون إلى هذه الآيات يقولون أنظروا إلى ربها ناظرة الرحمن على العرش استوى وأمثال ذلك وهي واضحة هذه الآيات الطائفة من الآيات المتشابهات إذن هم يأتون باسم القرآن ومن خلال الحق والحقيقة النقطة الخامسة طبعا على الإنسان هنا أن يلتفت بالمناسبة هذا هو هاي البصيرة والتعمق وهذا هو سر التأكيد على الرجوع إلى أهل الحق والصادقين من آل البيت عليهم السلام النقطة الخامسة أنه الغاية والمقصد النهائي لآيات القرآن الكريم هو الله تعالى والراسخون في العلم وما يعلموا تاويله إلا الله وكذلك المطلب الآخر أنه ورد اسم الراسخين في العلم مع اسم الذات الإلهية المقدسة وطبعا هذا يدل على مقامهم الرفيع المقدس السامي بعد المقام الإلهي للذات الإلهية المقدسة وهذا أمر مهم أيضا يستدل من خلال هذه الآية نقطة أخرى أيضا يمكن فهمها من الآية أنه العلم درجات أرفعها هي الإحاطة بالتأويل التأويل هو أرفع مراتب العلم ودرجات العلم وبلوغ الهدف النهائي وما يعلموا تأويله من إلا الله والراسخون في العلم إذاً هي المرتبة الأعلى والأعمق بالنسبة إلى العلم وطبعا ما دونها أيضا هناك درجات لها درجات الفهم العادي والتفسير وهناك إشارة في الروايات إلى مسألة البطون وبطون البطون ومثال ذلك في الفهم القرآني الكريم نقطة أخرى أيضا أن العالم الحقيقي اللي هم هنا أهل البيت عليهم السلام منزهون عن الغرور والتكبر والفخر اللي هو السلبي وبالتالي هم أهل الإيمان يقولون آمنا به الراسخون  في العلم ونقطة أخرى أن النزوع إلى الباطل نحو الباطل اتجاه نحو الباطل طبعا يكون مانع دون أن يصل الإنسان إلى الدرجات العليا ولذلك وردت عبارة والراسخون في العلم في قبال في قلوبهم زيغ هذه مقابل هذه فإذن مسألة الباطل والقلب إذا كان شكاك ومرتاب ومثال ذلك وكان فيه من الحجب الكثير هذا يمنع الإنسان من الوصول إلى العلم وبطبيعة الحال على الإنسان على وفق هذا الأمر لا يصح عليه إنكار ما أشكل عليه ما لم يفهمه على الإنسان أن يقول الله ورسوله أعلم والمطلب الأخير أن نزول الآيات المحكمات والمتشابهات يدخل في نطاق الإعداد والتأهيل من عندي ربنا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

⏳ 00:00 – 00:40 : استمرار الحديث في الآية السابعة من آل عمران
⏳ 00:40 – 01:30 : عرض مثال “يد الله فوق أيديهم” وتأويله
⏳ 01:30 – 02:30 : الفرق بين التفسير والتأويل في القرآن
⏳ 02:30 – 03:30 : الاستعاذة قبل التفكر القرآني
⏳ 03:30 – 04:30 : الروايات حول الراسخين في العلم
⏳ 04:30 – 05:30 : القلوب الزائغة وابتغاء الفتنة
⏳ 05:30 – 06:30 : تحريف الدين باسم الدين من المتشابهات
⏳ 06:30 – 07:30 : مراتب العلم ودرجات التأويل
⏳ 07:30 – 08:30 : موقف الراسخين في العلم من الغيب
⏳ 08:30 – 09:30 : لا يصح إنكار ما لا يُفهم: الإيمان والتسليم
⏳ 09:30 – 10:40 : التأويل كغاية قرآنية ومعرفة مخصوصة

هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۗ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ
— آل عمران، 7

يَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَيۡدِيهِمۡ – الفتح، 10
إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ – القيامة، 23
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ – الأنعام، 103
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ – الشورى، 11

عن الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة، الخطبة 91:
“الراسخون في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب.”
📚 نهج البلاغة، الخطبة 91