خواطر في الصدور – ٧ / السيد حسن الكشميري / الشيخ جعفر النقدي

الشيخ جعفر النقدي، علمٌ من أعلام النجف الأشرف، جمع بين الأدب، الخطابة، والعلم، لكنه اشتهر ببكائه العميق في مجالس سيد الشهداء. كان رجلًا مرحًا متواضعًا، محبًا للشعائر، حتى ختم الله له حياته في يوم عاشوراء، في مجلس عزاء بكاظمية الإمامين. في هذا النص نتتبع معالم شخصيته، وسبب شعبيته، وأثره في المدرسة النجفية، مركزًا على خصاله الأخلاقية والروحية.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين من أساطين رجالات المعرفة ورجالات القلم عالم كبير من العلماء اسمها الشيخ جعفر نقدي أعلى الله مقامه وأنا أدركته يعني وأنا صغير هذا الرجل كأديب أفضل من خطيب وكخطيب أفضل من عالم أفضل من غيره في الأداء ليش كان يتمتع الشيخ جعفر نقدي على الله مقامه بروح الطرافة أو الدعابة و جعل له هذا مكانة شعبية عند التلاميذ وعند زملاء وعند عامة الناس طبعا هي مسألة التخلق ومسألة مثل ما نقول التواضع هذه من أخلاق الله سبحانه وتعالى الله بعظمته يصف عظمته بتعبير العظمة والصرامة إنا نحن نزلنا إنا نحن نحيي الموتى لكن لما يخاطب عباده يخاطبهم بلغة رقيقة يخاطبهم بلغة التواضع وإذا سألك عبادي مو عبادنا وإذا سألك عبادي عني مو عنا فإني مو أنا هذه الطريقة وهذه المواصفات إذا منّ الله بها على العابد يستطيع أداء مهمته بكل سهولة ونجاح الطبيب إذا ما عنده أخلاق ما ينجح في مو التاجر إذا ما عنده أخلاق ما ينجح في تجارته وهكذا بقية الأصنام إلى أن نصل إلى العالم العالم إذا ما عنده سعة صدر وإذا ما عنده استيعاب فربما أحيانا يصطدم بسلبيات تخرب كلي إيجابيات لذلك هذه كانت مهمة المرحوم الشيخ جعفر نقدي على الله مقامه كان يتمتع بشعبية روح إلى مسجد الكوفة تجتمع الناس حوله بالصحن وفي مسجد الكوفة وحديثك عن مرح في مسجد السهلة وليالي الجمعة أيضا كان يجي إلى كربلاء أيون فله كبيرة من الناس حوله الشيخ جعفر نقدي والوقت قبل لا ينصر المواضيع حوالي نصف ما نظم من شعره في أهل البيت وفي الحسين عليه السلام كان شغوفا بأن يحضر المجالس وخصوصا أيام العشرة الأولى من المحرم يعني أنا بعد ابن النجف الأشرف أنا وأبوي ومولود بالنجف الأشرف مواليد النجف إذا صار المحرم قبل بأيام المدارس العلمية تتشح بالسواد صحن أمير المؤمنين يتشح يعني جدران كلها تلبس السواد هاي العشرة الأولى من المحرم وتخيمة كبيرة بالصحن الشريف والخيمة هذه من آثار وعّ الحكام الغجريين وهي على نفقتهم ومجلس ضخم كان يعقد في الصحن في العشرة الأولى تعطل المؤسسات العلمية الفقهية وحتى إن بعض هؤلاء العلماء من يشوف الطالب بيدك كتاب الألفية ولا الحاشية والله مثلا كتاب المعاني والبيان أو غيره يقول لها هاي العشرة خليهن دني على جانب وخلي بالك في مجالس الحسين عليه السلام فالشيخ جعفر نقدي رضوان الله تعالى عليه من الصباح إلى المساء يسأل كم مجلس حضر؟ يقول ١١ مجلس، قولوا له داعش مجلس، كيف؟ يقول الصبح مجلسين العصر أربع مجالس يطلع يعني بعد الغداء بساعة ساعة ونص والباقي بالليل من مجلس إلى مجلس وكان هذا الشيخ جعفر نقدي لا يمل من البكاء أبدا ومعروف هو هم أحد بكّائيه وهذه التي أختم بها حديثي عن هذا العالم الكبير أصيب بعينيه مرض، أصاب عينيه، طيارة ما كان عندنا طبيب بالعيون إلا وهو على كل ضعيف، اقترحوا عليه الذهاب إلى بغداد للعلاج، فذهب واقتضى العلاج أن يبقى فترة طويلة صادف أيام محرم العشرة الأولى، هو في بغداد، سكن الكاظمية حتى يراجع الطبيب بغداد ويجي إلى الكاظمية يا مجلس سيد الشهداء وكان أيامها الخطيب على ما أذكر الشيخ كاظم نوح رضوان الله تعالى عليه خطيب مقبول، الشيخ جعفر نقدي كان يبكي يعني عكس أو بأشد مما كان يبكي بالنجف الأشرف، فلما يسألوه يقول لهم: أبكي على أمرين، واحدة على مصائب أبي عبد الله الحسين، وواحدة أنا، أنا هالسنة ليش انحرمت من حضور مجالس المدارس العلمية في النجف الأشرف؟ كانت هذه فترة ذهبية إن الإنسان سواء كان الكاسب والتاجر والطبيب ويحضرون المجالس ويستمعون إلى الخطباء وكل واحد يروي قضية بطريقته الخاصة أحداث كربلاء، ثم الشعر الذي كان يُقرأ للأسف الأرواح، هذه القصائد الرنانة، شعر السيد حيدر الحلي، شعر الشريف الرضي، شعر المرحوم الشفهي، معظم رواد المجالس، أنا أتخطى، أنا ابن من سنوات، وتخطر هذا المنظر بكامله، إن الخطيب يقرأ البيت والمستمعين يردون البيت، قصيدة بكاملها، الشيخ عبد الوهاب الكاشي كان مثلا يقرأ القصيدة بكاملها “أنا ويوم الطف أضرم في الحشا”، يقرأ بكاملها، قصيدة السيد جعفر الحلي في أبي الفضل العباس “ما خلت أن الدهر من عاداته”، الجمع كله يرد، الشيخ جعفر النقدي ذيك السنة انحصر بالكاظمية، فكان يبكي كل ما يصير لواحد، يقول: عجيب، اجتني حالة العلاج أن أُحرم من مجالس عاشور في النجف الأشرف، ويا سبحان الله، في الكاظمية، يوم العاشر، والخطيب جاي يروي وقائع الطف ووقائع مصرع الحسين، والشيخ جعفر يلطم على رأسه، فد مرة فقرة فقرة عالية وسكت، حركوه، إذا به فارق الحياة، فكانت لوفاته صدمة كبيرة تأثر بها الناس، ولكن بنفس الوقت كان يُغبط عليها، أنواع خاتمة حياتها تكون بأحلى مكان، وهو شنو؟ مجلس أبي عبد الله الحسين، وأحلى زمان، وهو يوم العاشر من المحرم، وبنفس الوقت على مقربة من العتبة الكاظمية، عتبة باب الحوائج موسى بن جعفر، وهكذا هؤلاء شاء الله لهم هذا التوفيق، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالاقتداء بهؤلاء، والتأثر بطباعهم، بخدماتهم، وبتصوراتهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

⏳ 00:00 – 00:30 : مقدمة عن الشيخ جعفر النقدي ومكانته بين علماء النجف
⏳ 00:30 – 01:10 : الجمع بين الأدب، الخطابة، والعلم في شخصية الشيخ
⏳ 01:10 – 01:50 : طرافته وتواضعه وتأثيرها في محيطه وطلابه
⏳ 01:50 – 02:30 : تجلّي صفات الله في خطابه لعباده بلغة رقيقة
⏳ 02:30 – 03:20 : العلاقة بين الأخلاق والنجاح في المهن والعلم
⏳ 03:20 – 04:00 : مكانة الشيخ في المساجد والمجالس العامة
⏳ 04:00 – 04:50 : شغفه بمجالس العزاء أيام العشرة الأولى من المحرم
⏳ 04:50 – 05:30 : توقف المدارس الدينية في النجف إكرامًا لعاشوراء
⏳ 05:30 – 06:20 : مشاركات الشيخ اليومية في أكثر من عشرة مجالس
⏳ 06:20 – 07:10 : إصابته بالعين وانتقاله إلى بغداد للعلاج
⏳ 07:10 – 08:00 : حضوره المجالس في الكاظمية رغم المرض
⏳ 08:00 – 09:00 : بكاؤه العميق في كربلاء والكاظمية وألمه لفقدان مجالس النجف
⏳ 09:00 – 10:00 : يوم العاشر: بكاؤه أثناء المجلس الحسيني في الكاظمية
⏳ 10:00 – 11:20 : لحظة وفاته أثناء اللطم والمراثي داخل المجلس
⏳ 11:20 – 12:38 : التحليل الروحي لخاتمته المباركة ودعاء الختام بالاقتداء بأمثاله

البقرة – 186

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُوا۟ لِي وَلۡيُؤۡمِنُوا۟ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ

الحجر – 9

إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ

يس – 12
إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُوا۟ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ فِيٓ إِمَامٖ مُّبِين